بحث حول التدخين وأضــراره

التدخين وأضــراره

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى "إن السمع والبصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا "« الإسراء:36 »

"ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رؤوفا رحيما "

انطلاقا من الآيتين الكريمتين ندرك أن المؤمن مطالب بالعناية بأعضائه كما أنه مطالب بالمحافظة على ماله ، حتي يتمكن من أداء مهمته في الحياة على الوجه الذي يرضي الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم و لذا لا يجوز التهاون أبدا بأي حق من هذه الحقوق . فإن اعتدى معتد  على الإنسان في أي من هذه الضروريات ، هب منافحا يدفع العدوان الموجه نحوه .

و التدخين عدو لدود .كالإخطبوط الذي يلقف كل ما تلمس إحدى زوائده ، فلا يترك فريسته دون أذى .

 ولقد ثبت علميا و طبيا أثر التدخين على الجسم، ناهيك عن الخسارة المادية، و التهاون في شؤون النظافة ، و أدنى القواعد الصحية. فمما لا ريب فيه أنه مضر ضررا بالغا.

ومن جملة أمراضه السرطان – عافانا الله وإياكم منه- الذي ما إن حل بجسم فإنه لا يغادره إلا مع مفارقة الحياة الدنيا.

و لذا فإن المدخن حقيقة يشتري بماله الخطر المتحقق الذي يؤدي بحياته ، مسببا خلال فترة طالت (أم قصرت) آلاما و هموما متحققة و هذا يعني أن التدخين انتحار بطئ  ، يجلبه المدخن لنفسه وبنفسه .

وأمام الناحية الشرعية، فالقاعدة الفقهية واضحة حيث تقول (كل ما ثبت ضرره فهو حرام) و لقد ثبت شرعا و عقلا و عرفا ضرر التدخين.فالمدخن يرتكب محرما إذاً.

لمحة تاريخيه عن التبغ :

موطن التبغ الأول هو القارة الأمريكية ، وحتى يومنا هذا لم يعرف بالضبط تاريخ ابتداء يكان تلك القارة باستعمال التبغ للتدخين.وقد وجدت في بعض الحفريات في أمريكا أثار يعود تاريخها إلى (6.. سنة) قبل الميلاد بينها (غيلون) من الفخار للتدخين.

استنبت (جان نيكوت ) سفير فرنسا في البرتغال بذور التبغ في حديقة منزله وذلك بقصد الزينة لجمال أوراقه نبتة التبغ الخضراء وأزهارها الجميلة وأخذت زراعة التبغ بعد ذلك تنتشر بسرعة هائلة في جميع أنحاء القارة الأوروبية لما أشيع عن فائدة علاجية مزعومة في أوراقه تشفي تقريبا كل أنواع أمراض الإنسان.وقد اشترك في هذه الحملة الدعائية قسس وأطباء وحتى أمراء بعض المقاطعات . وفي الوقت نفسه ابتدأ عادة تدخين التبغ في الظهور و الانتشار بين لسكان القارة الأوربية ليس بقصد معالجة مختلف الأمراض فحسب بل كمكيف في حالة الصحة وانعدام الأمراض. وخلال مائة سنة عمت زراعة التبغ واستعماله للتدخين جميع أقطار العالم بسرعة قصوى لا مثيل لها في انتشار أي نوع من أنواع المزروعات الأخرى.

وكان تدخين التبغ يسمى "بشرب الدخان" و ما زال هذا التعبير مستعملا في أقطارنا العربية حتى اليوم وتقدر نسبة المدخنين في الوقت الحاضر في أوروبا ب(9.%للرجال 1.%) وفي سنة 1828 اكتشف العلمان الألمانيان (بوسلت ) و( رايمان ) من جامعة هايدلبرج   الألمانية المادة الفعالة في التبغ وسمياها نيكوتين نسبة لجان نيكوت أول من استنبت بذور التبغ في أوروبا وأجرى أول تجربة لدراسة سم النيكوتين العلمان النمسويان (دوفزاك ) و(أهابنريش ) على نفسيهما في العاصمة النمساوية فيينا في سنة 1868 وأما تركيب النيكوتين الكيماوي فقد اكتشفه في سنة1893 العالم الكيماوي (بينير)

لمحة زراعية  عن نبته التبغ

إن نبتة التبغ من الوجهة الزراعية من فصيلة نباتات (ست الحسن) و ( البطاطا) و( البندورة أي الطماطم) وهي نبته تعيش تقريبا في كل أنواع المناطق ، ولكن أكثر المناطق ملائمة لها هي المناطق التي تقع بين درجة (35) شمالا والدرجة(52) جنوبا بين خطوط الكرة الأرضية ، و بوجهه عامة تنمو نبتة التبغ حيث تنمو الكرمة (العنب) .

و الأخصائيون  يميزون بين مختلق أنواع من التبغ و المهم أنه من الممكن التأثير على نيبة النيكوتين في التبغ باختيار نوع الأرض لزرعه وطريقة تسميده ، وطريقة قطف و تجفيف وتخمير الأوراق .و يعمل العلماء في وقتنا الحاضر في أمريكا وأوروبا لاستنبات تبغ خال من النيكوتين أو بأقل نسبة ممكنة من النيكوتين ، وقد نجحوا بعض النجاح في هذا الصدد بتطعيم جذور البندورة بالتبغ و حصلوا بذلك على نبتة بها نسبة أقل من المعتاد كما اجروا تجارب معكوسة طعموا فيها جذور نبتة التبغ بالبندورة وحصلوا على أثمار بندورة فيها نسبة من النيكوتين والمعروف أن البندورة في حالتها الطبيعية لا تحوي شيئ

 مضار التدخين
1- أنه معصية الله تعالى يعاقب فاعلها .
2- أن الله يبغضه ويبغض متعاطيه .
3- أن متعاطيه يؤذي الملائكة والكرام الكاتبين .
4- أنه يؤذي المؤمنين غير المدخنين .
5- أنه يفسد الهواء النقي .
6- أنه تبذير, والله تعالى يقول ولا تبذر تبذيرا ).
7- أنه إسراف , والله تعالى يقول : (ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ).
8- أنه من باب المجاهره بالمعصية , ومعلوم أن المجاهر بالمعصية أشد أثما من المسر بها , قال صلى الله عليه وسلم كل أمتي معافى الا المجاهر ).
9- أنه يؤدي إلى الاصابه بسرطان الرئه والتهاب الرئه المزمن .
1. ـ أنه يؤدي إلى الاصابه بسرطان الحنجرة.
11 ـ يضعف حاسة الشم والذوق .
12 ـ يزيد عدد ضربات القلب .
13 ـ يؤدي الى الاصابه بالوهن والضعف العام .
14ـ يؤدي الى الاصابة بسرطان الشفة واللسان والفم والبلعوم والمريء والبنكرياس .
السيجارة في قفص الاتهام
تتكون السيجارة من عدة مركبات يصل عددها الى أكثر من 2.. مركب . واشدها ضرراً ، وأعظمها خطراً النيكوتين ، حيث يوجد منه من .،1 : 2 ملجم في كل سيجارة ، وأضراره هي :
1 ـ أن النيكوتين يؤثر على أنسجة الجسم .
2 ـ أن جراماً واحداً منه يكفي لقتل عشرة كلاب من الحجم الكبير دفعة واحدة .
3 ـ أن حقنة منه تقدر بسنتيمتر مكعب كافية لقتل حصان قوي في لحظات قليلة .
4 ـ أن 5. مليجرام منه تقتل الإنسان في لحظات إذا حقنت عن طريق الوريد .
التدخين هلاك للدين :
حيث يبتعد المدخن عن أماكن الخير والصلاح فتجده يتوارى من الناس من سوء رائحته ، بل قد يكون سبباً في ارتكاب بعض المحرمات ، ناهيك عن كونه محرماً شرعاً ، والله تعالى يقول : ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ).
هلاك للمال
حيث يؤدي إنفاق المال في المحرم , بل فيما يضر , وهذا مما سيسأل عنه يوم القيامة حيث سيسأل (عن ماله من أين اكتسبه , وفيما أنفقه ).
ولا عجب في ذلك فالذي يتناول 1. سجائر يوميا ينفق 1... ريال سعودي سنويا , في حين أنه لا ينفق عشرة صدقة لوجه الله .
ماذا قال العلماء عن التدخين ؟
قال ابن باز رحمه الله : " والدخان لا يجوز شربه . ولا بيعه , ولا التجارة فيه كالخمر , والواجب على من كان يشربه أو يتجر فيه البدار بالتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ,والندم على ما مضى , والعزم على أن لا يعود في ذلك" .
وقال ابن عثيمين رحمه الله : " فنصيحتي لاخواني المسلمين الذين ابتلوا بشربه أن يستعينوا بالله عز وجل وعقدوا العزم على تركه , وفي العزيمة الصادقة مع الاستعانة بالله ورجاء ثوابه , والهرب من عاقبه , ففي ذلك كله معونة على الإقلاع عنه" .
ماذا قال الأطباء عن التدخين ؟
ويقول أحد الأطباء :" لقد دلت الإحصاءات التي قامت بها جمعية السرطان الأمريكية أن الانقطاع يفيد ويقلل خطر الإصابة بالسرطان بمعدل النصف.. ومن المحقق أن الذين لا يدخنون هم أقل الناس تعرضا للإصابة بهذا المرض ".
ويقول آخر :" لقد مضى على معالجتي للسرطان 25 عاماَ فلم يأتني مصاباً بسرطان الحنجرة اٍلا مدخن ".
وجاء في تقرير الكلية الملكية للأطباء بلندن :" إن تدخين السجائر في العصر الحديث يسبب من الوفيات ما كانت تسببه الأوبئة خطرا في العصور السابقة .. وجاء فيه أن 95% من المرضى شرايين الساقين هم من المدخنيين ".
الأمور المعينة على ترك التدخين
1- الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه.
2- الرغبة الصادقة والعزيمة الأكيدة والإرادة القوية في الإقلاع عنه.
3- خطط لطريقة تقلع فيها عن التدخين كأن يكون تدريجياً أو فورياً .
4- أخبر أصدقائك ومن حولك أنك ستقلع أو أقلعت عن التدخين .
5- لاترتد الأماكن التي يكثر فيها التدخين .
6- استعمل السواك أو اللبان " العلك " اٍذا وجدت حنيناً للتدخين .
7- أكثر من شرب الماء والعصير لتخفيف تركيز النيكوتين بالدم .