هل يمكن إخضاع المادة الحية للتجريب؟
هل يمكن إخضاع المادة الحية للتجريب؟
المقدمة :
تنقسم العلوم من حيث الطبيعة الى علوم عقلية مجردة و علوم تجريبية حسية فإذا الأولى تعتمد على القيم المجردة و التعابير الخيالية في دراستها فان الثانية تدرس ظواهر المادة دراسة معمقة و كاملة او تسعى إلى ذلك ثم ان انقسام المادة الى حية و جامدة يجعل هذه العلوم تنقسم إلى علوم المادة الجامدة التي تدرس هذه الأخيرة الفيزياء و علوم المادة الحية او البيولوجية التي تدرس المادة الحية و الظواهر المتعلقة بها و بكل خصوصياتها و بغض النظر عنها فإذا كانت تسمية علم تجريبي تنطبق على الاولى بدون ارتداد كونها تعتمد المنهج التجريبي بسلاسة فان تطبيقه في الثانية أمر مستصعب من طرف بعض العلماء و الفلاسفة نظرا لعدم توفرها على شروط تطبيقه فهل يمكن إخضاع المادة الحية للتجريب؟ ذلك و بدون غض النظر عن خصوصيتها ؟
العرض:
لقد رفض العديد من الفلاسفة فكرة إخضاع مواضيع البيولوجيا للتجريب ذلك أن المادة الحية ليست مادة جامدة و الدليل على ذلك في التسمية قبل كل شيء فالأولى حية حيوية تتغير باستمرار و الثانية جامدة و ثابتة فالصخرة اليوم ستكون نفس الصخرة غدا ولكن الكلب او النبتة ستنمو فالأول سيزيد في الحجم إلى ان يموت و الثانية ستزداد طولا إلى أن تجمد او أن تفنى و في ذلك سيتغير العديد من الأشياء في كليهما و ذلك قد يتغير من كائن إلى كائن آخر من نفس النوع أحيانا فهذه إحدى حججهم و التي تتمثل في خاصية النمو ,خاصية فردية تتميز بها المادة الحية ع غيرها من المواد إضافة إلى التكاثر و الزيادة في العدد و التغذية و التنفس ...جملة من الخصوصيات التي تجعل تعميم النتائج على كل من المادة الحية و الجامدة أمر مستحيل في أعين بعض الفلاسفة ثم ان هناك خصوصيات أخرى قد تعتبر عائق في مرحلة التجريب على المادة الحية إذ ان المادة الحية كل يربط بين أجزائها روابط هشة سهلة الإتلاف اذ انه أي تغير ضئيل فيها قد يتلف المادة و تجزئتها امر و تفاعل غير عوكس فلا يمكن او يصعب إعادة بنائها او إصلاحها عد إتلافها فمثلا عزل رجل شخص ما قد يتسبب في موت ذلك و لا يمكن إعادة إرجاع ذلك الرجل للشخص لان أليافه ممزقة بطريقة لا تقبل الإصلاح لأنها متشابكة كما ان المادة تتميز بمحيط خاص بها تعيش فيه و تزدهر و ذلك يمكن من أداء واجباتها الحيوية فعزلها عن ذلك المحيط يجعلها تفتقر لهذا المحيط و لتلك الموارد الموجودة فيه و التي نظمن له نموه و استقراره .
ضف إلى ذلك ان المادة الحية تخضع الى شروط تعود لبنيتها المتخصصة من شروط كيميائية يؤدي إلى وجود إتلاف بينها و بين المادة الحية و اختلاف تأثير الوسط الخارجي او الوسط التجريبي عليها فهذا في ما يخص خصوصيات المادة الحية زيادة على عدم خضوعها لمبدأ السببية و الحتمية فنفس الأسباب مطبقة على نفس الأفراد من نفس النوع لا تؤدي الى نفس النتائج حتما رغم تواجد السبب اذا نظرنا الى ذلك من ناحية المجرب( العالم) تحت تأثر ضغوطات خارجية و داخلية أما من ناحية الاعتقادات ( الدين او القيم الأخلاقية ) فقد يكون التجريب على المادة الحية انتهاك لقيم بعض من المجتمعات التي تعتبر الحياة امر مقدس ذلك إضافة الى تدخل الذاتية في العملية و ميولات العالم اتجاه مادة التجريب .
نقد:
لكن هذا الموقف بالغ لتفسيره للظاهر الحية تفسيرا دقيقا و جعلوا كل خصوصية عائقا كما ان العلم قدم سبل الراحة لاكتشفا أدوات متطورة تسهل عملية التجريب
و على النقيض من الموقف الأول لقد فئة من الفلاسفة و العلماء التجريبيون ان المادة الحية قابلة للتجريب عليها و على رأسهم "كلو برنارد" و ذلك لعدة أسباب منها : المادة لا تختلف كثيرا عن المادة الجامدة و ليست بعيدة عنها كون كلاهما تعيشان و موجودتان في الواقع الحسي فهما تخضعان لنفس الشروط الخارجية سواء كانت فيزيائية من ضغط و حرارة و برود او كيميائية من حموضة او ملوحة و غيرها فهما نوعا ما متشابهتان ثم ان اعتبارها مادة شبه جامدة و تجاهل خصوصيتها الضئيلة قد يساعد على التجريب عليها بطريقة سهلة كما انه ليس من الضرورة تجزئة المادة الحية و فصلها عن محيطها لدراستها دراسة تجريبية و دليل ذلك تجربة العالم الفيلسوف كلود برنارد حول بول الأرانب التي استعمل فيها طريقة تغيير نظام الغذاء فهان عليه الأمر لكي يدرس نمط تغذية تلك الأرانب و الاستنتاج أنها إذا أخضعت للتجريب فهي تتغذي من مكوناتها الروتينية كون بولها كان له لون أكلات اللحوم و هذا يثبت ان التجريب على المادة الحية ممكن ضف الى ذلك انه مع تطور العلوم و التكنولوجيا اختراع أجهزة فعالة تمكن الباحث من عزل المادة الحية لمدة زمنية معتبرة دون اتلافها مثل عزل قلب شخص لمدة زمنية دون ان يتوقف عن النبض
ان المنهج التجريبي أصبح الآن و في يومنا هذا يستعمل لدراسة علوم أكثر تعقيدا و صعوبة من البيولوجيا لأنه أصبح التساهل معها متجاوزا عوائقها كما يمكن توظيف شروط ملائمة للمادة الحية لكي تتم دراستها كما لو كانت في محيطها الطبيعي
نقد:
لكن المادة الحية لن تكون إلى الأبد مادة جامدة فالاختلاف بينهما جوهري و هام جدا لكي يسهل تجاهله و تجاوزه و بفعل ذلك قد تخفى بعض الحقائق عن العالم لأنه من لم يأخذ بكل خصوصياتها
التركيب:
يمكن القول ان التجريب على المادة الحية أمر صعب و سهل في نفس الوقت و ذلك يعود التى العالم و رؤيته للمادة الحية و طموحاته و مدى مراعاته لخصوصيات تلك المادة و ظروفها بعدم جعلها عائقا للدراسة في كل ميزة تتميز بها و عدم التوقف عند كل واحدة لأنها في المنطلق تشبه المادة الجامدة
الخاتمة:
يتضح مما سبق ان البيولوجيا علم المادة الحية قابل للتجريب و ذلك في شروط معينة تسهل الدراسة أي بمراعاة خصوصيات الموضوع المدروس
المقدمة :
تنقسم العلوم من حيث الطبيعة الى علوم عقلية مجردة و علوم تجريبية حسية فإذا الأولى تعتمد على القيم المجردة و التعابير الخيالية في دراستها فان الثانية تدرس ظواهر المادة دراسة معمقة و كاملة او تسعى إلى ذلك ثم ان انقسام المادة الى حية و جامدة يجعل هذه العلوم تنقسم إلى علوم المادة الجامدة التي تدرس هذه الأخيرة الفيزياء و علوم المادة الحية او البيولوجية التي تدرس المادة الحية و الظواهر المتعلقة بها و بكل خصوصياتها و بغض النظر عنها فإذا كانت تسمية علم تجريبي تنطبق على الاولى بدون ارتداد كونها تعتمد المنهج التجريبي بسلاسة فان تطبيقه في الثانية أمر مستصعب من طرف بعض العلماء و الفلاسفة نظرا لعدم توفرها على شروط تطبيقه فهل يمكن إخضاع المادة الحية للتجريب؟ ذلك و بدون غض النظر عن خصوصيتها ؟
العرض:
لقد رفض العديد من الفلاسفة فكرة إخضاع مواضيع البيولوجيا للتجريب ذلك أن المادة الحية ليست مادة جامدة و الدليل على ذلك في التسمية قبل كل شيء فالأولى حية حيوية تتغير باستمرار و الثانية جامدة و ثابتة فالصخرة اليوم ستكون نفس الصخرة غدا ولكن الكلب او النبتة ستنمو فالأول سيزيد في الحجم إلى ان يموت و الثانية ستزداد طولا إلى أن تجمد او أن تفنى و في ذلك سيتغير العديد من الأشياء في كليهما و ذلك قد يتغير من كائن إلى كائن آخر من نفس النوع أحيانا فهذه إحدى حججهم و التي تتمثل في خاصية النمو ,خاصية فردية تتميز بها المادة الحية ع غيرها من المواد إضافة إلى التكاثر و الزيادة في العدد و التغذية و التنفس ...جملة من الخصوصيات التي تجعل تعميم النتائج على كل من المادة الحية و الجامدة أمر مستحيل في أعين بعض الفلاسفة ثم ان هناك خصوصيات أخرى قد تعتبر عائق في مرحلة التجريب على المادة الحية إذ ان المادة الحية كل يربط بين أجزائها روابط هشة سهلة الإتلاف اذ انه أي تغير ضئيل فيها قد يتلف المادة و تجزئتها امر و تفاعل غير عوكس فلا يمكن او يصعب إعادة بنائها او إصلاحها عد إتلافها فمثلا عزل رجل شخص ما قد يتسبب في موت ذلك و لا يمكن إعادة إرجاع ذلك الرجل للشخص لان أليافه ممزقة بطريقة لا تقبل الإصلاح لأنها متشابكة كما ان المادة تتميز بمحيط خاص بها تعيش فيه و تزدهر و ذلك يمكن من أداء واجباتها الحيوية فعزلها عن ذلك المحيط يجعلها تفتقر لهذا المحيط و لتلك الموارد الموجودة فيه و التي نظمن له نموه و استقراره .
ضف إلى ذلك ان المادة الحية تخضع الى شروط تعود لبنيتها المتخصصة من شروط كيميائية يؤدي إلى وجود إتلاف بينها و بين المادة الحية و اختلاف تأثير الوسط الخارجي او الوسط التجريبي عليها فهذا في ما يخص خصوصيات المادة الحية زيادة على عدم خضوعها لمبدأ السببية و الحتمية فنفس الأسباب مطبقة على نفس الأفراد من نفس النوع لا تؤدي الى نفس النتائج حتما رغم تواجد السبب اذا نظرنا الى ذلك من ناحية المجرب( العالم) تحت تأثر ضغوطات خارجية و داخلية أما من ناحية الاعتقادات ( الدين او القيم الأخلاقية ) فقد يكون التجريب على المادة الحية انتهاك لقيم بعض من المجتمعات التي تعتبر الحياة امر مقدس ذلك إضافة الى تدخل الذاتية في العملية و ميولات العالم اتجاه مادة التجريب .
نقد:
لكن هذا الموقف بالغ لتفسيره للظاهر الحية تفسيرا دقيقا و جعلوا كل خصوصية عائقا كما ان العلم قدم سبل الراحة لاكتشفا أدوات متطورة تسهل عملية التجريب
و على النقيض من الموقف الأول لقد فئة من الفلاسفة و العلماء التجريبيون ان المادة الحية قابلة للتجريب عليها و على رأسهم "كلو برنارد" و ذلك لعدة أسباب منها : المادة لا تختلف كثيرا عن المادة الجامدة و ليست بعيدة عنها كون كلاهما تعيشان و موجودتان في الواقع الحسي فهما تخضعان لنفس الشروط الخارجية سواء كانت فيزيائية من ضغط و حرارة و برود او كيميائية من حموضة او ملوحة و غيرها فهما نوعا ما متشابهتان ثم ان اعتبارها مادة شبه جامدة و تجاهل خصوصيتها الضئيلة قد يساعد على التجريب عليها بطريقة سهلة كما انه ليس من الضرورة تجزئة المادة الحية و فصلها عن محيطها لدراستها دراسة تجريبية و دليل ذلك تجربة العالم الفيلسوف كلود برنارد حول بول الأرانب التي استعمل فيها طريقة تغيير نظام الغذاء فهان عليه الأمر لكي يدرس نمط تغذية تلك الأرانب و الاستنتاج أنها إذا أخضعت للتجريب فهي تتغذي من مكوناتها الروتينية كون بولها كان له لون أكلات اللحوم و هذا يثبت ان التجريب على المادة الحية ممكن ضف الى ذلك انه مع تطور العلوم و التكنولوجيا اختراع أجهزة فعالة تمكن الباحث من عزل المادة الحية لمدة زمنية معتبرة دون اتلافها مثل عزل قلب شخص لمدة زمنية دون ان يتوقف عن النبض
ان المنهج التجريبي أصبح الآن و في يومنا هذا يستعمل لدراسة علوم أكثر تعقيدا و صعوبة من البيولوجيا لأنه أصبح التساهل معها متجاوزا عوائقها كما يمكن توظيف شروط ملائمة للمادة الحية لكي تتم دراستها كما لو كانت في محيطها الطبيعي
نقد:
لكن المادة الحية لن تكون إلى الأبد مادة جامدة فالاختلاف بينهما جوهري و هام جدا لكي يسهل تجاهله و تجاوزه و بفعل ذلك قد تخفى بعض الحقائق عن العالم لأنه من لم يأخذ بكل خصوصياتها
التركيب:
يمكن القول ان التجريب على المادة الحية أمر صعب و سهل في نفس الوقت و ذلك يعود التى العالم و رؤيته للمادة الحية و طموحاته و مدى مراعاته لخصوصيات تلك المادة و ظروفها بعدم جعلها عائقا للدراسة في كل ميزة تتميز بها و عدم التوقف عند كل واحدة لأنها في المنطلق تشبه المادة الجامدة
الخاتمة:
يتضح مما سبق ان البيولوجيا علم المادة الحية قابل للتجريب و ذلك في شروط معينة تسهل الدراسة أي بمراعاة خصوصيات الموضوع المدروس
ردحذفشكرا على هده المقالة
شكرالله سعيكم
ردحذفلماذا اقحام المادة الجامدة في الموضوع و مكقارنتها دوما بالمادة الحية
ردحذفالا يعتبر هذا انتقاص من الاجابة النموذجية .حسب علمي