هل مصد المعرفة العقل ام الحواس
السؤال
لو كنت أمام موقفين متعارضين يرى أولهما أن المعرفة عقلية ولا دور للحواس فيها . في حين يذهب الآخر بأنها تجريبية مصدرها الحواس .وطلب منك تهذيب هذا التناقض فما عساك أن تفعل ؟
الطريقة جدلية
طرح المشكلة
لقد إختلف الفلاسفة في تصور طبيعة المعرفة و أصلها ، فظهرت عدة نظريات تدل على تصورات مختلفة بإختلاف المشارب المذهبية والمنطلقات الفلسفية للفلاسفة فالعقلانيون اعتقدوا أن أصلها العقل وعكسهم التجربيون قللوا من فعاليته و مجدوا الحواس لأنها في نظرهم المسؤولة عن المعرفة . فهل أصل المعرفة العقل أم الحواس ؟وهل هي فطرية أم مكتسبة بالتجربة؟
محاولة حل المشكلة
الأطروحةالأولى :
يرى المذهب العقلاني ويمثله العديد من الفلاسفة أشهرهم أفلاطون ديكارت...أن المعرفة أصلها العقل ولا يمكن أن تكون الحواس لأنها تخدع وتزيف الحقائق و لا تنقلها كما هي . فقد ميز أفلاطون بين عالمين الحقيقي والمزيف الأول نرتقي إليه بالتأمل العقلي وفيه توجد كل الحقائق التي تعلمتها النفس حين كانت في عالم المثل فالمعرفة تذكر والجهل نسيان ، أما الثاني أي المزيف فهو العالم الذي تنقله الحواس وهو مجرد ظلال للعالم الحقيقي. أما ديكارت فاعتبر المعرفة فطرية وللوصولاليها اقترح منهجا مستلهما منالمنهج الرياضي في كتابه الشهير(مقال في المنهج)، وهو عبارة عن أربعة قواعد رئيسية وهي: (الشك،تقسيم المشكلة إلى أجزاء، ترتيب الأفكار أو إعادة بناء المشكلة، مراجعة عامة للنتائج أو الإحصاء).
النقد :ولكن كيفيمكن للعقل وحده أن يبني معرفة يقينية دون الاعتماد على الحواس؟ولماذا يجهل الأعمى الألوان والأصم الأصوات ....؟ أليس هذا دليلا على دور الحواس في المعرفة ؟
نقيض الأطروحة :
ترىالنظرية الحسيـــةأنمعارفنا الإدراكية تنبع كلها من الإحساس و به تتحدد علاقتنا بالعالم الخارجي . قد ذهب الرواقيون و على رأسهم زينون إلى القول أن العقل لا يمكن له أن يؤسس معرفة إن لم يستمدها من الحس
كل ما هو موجود في العقل مر بالحواس . لأنه (أي العقل ) مجرد تلميذ يردد ما يقوله المعلم ( أي الحواس ) .
ودليلهم في ذلكأنه من فقد حاسة ما، فقد المعاني المتعلقة بها ، فالبرتقالة مثلا ، يصل إلينا لونها عن طريق البصر ، و رائحتها عن طريق الشم ، وطعمها عن طريق الذوق ، وملمسها عن طريق اللمس ، فلو تناول هذه البرتقالة كفيفا يدرك كل صفاتها إلا لونها ، فالكفيف لا يدرك الألوان ، و الأصم لا يدرك الأصوات ، فلولا الحواس لما كان للأشياء الخارجية وجودا في العقل إذن فكرتنا عن العالم الخارجي ليست سوى مجموعة من الإحساسات تحولت بحكم التجربة إلى تصورات ،فالمعرفة تكتسب بالتدريج عن طريق الاحتكاك بالعالم الخارجي و ما تحدثه الأشياء من آثار حسية و بالتالي لا وجود لأفكار فطرية أو مبادئ قبلية سابقة عن التجربة يقول جون لوكلنفرض أن النفس صفحة بيضاء فكيف تحصل على الأفكار ؟ إني أجيب من التجربة ، و منها تستمد كل مواد التفكيرو التجربة أكدت لنا أن مجموع الإحساسات التي أتلقاها عن الشيء تمثل فيمجموعها صورة الشيء (ماهيته) فلون الصبورة وشكلها وصلابتها في مجموعها تمثلماهية الصبورة و بالتالي إحساسي بالصبورة هو إدراكي لها.
لقد أكد علم النفس الطفل أن هذا الأخير يكون أفكاره ومفاهيمه العقلية انطلاقا من الحواس ، لهذا نعتمد على الصور و الرسومات والألوان لتعليمه .
إن أفكارنا و تصوراتنا وما نحمله من معاني و مفاهيم ما هي إلا انعكاس لمارأيناه و شاهدناه في الواقع لان العمليات العقلية تتخذ منالواقع الحسي سبيلا لها .فالحواس هي النافذة التي يطل بها العقل على الطبيعة يقول دافيد هيوم "إن الألوان و الأصوات و الحرارة والبرودة كما تبدوا لحواسنا لا تختلف في طبيعة وجودها كما تكون عليه حركةالأجسام و صلابتها."
النقد :لا يمكننا أن نثق في الحواس لأنها كثيرا ما تخدعنا .فنحن نرىالنجوم صغيرة والحقائق العلمية تؤكد أنها اكبر بملايين المرات مما نراها كما أن حواسالإنسان قاصرة ومحدودة. لو كانت المعرفة تقتصر على الحواس .لاشترك فيها الإنسان معغيره من الحيوان.
التركيب : إن التناقض بين الموقفين أدى إلى ظهور موقف ثالث يقف موقف وسط بينهما إنه مذهب كانط النقدي ، الذي يقسم المعرفة إلى نوعين : * فطرية كالرياضيات و الحقائق اللاهوتية
*مكتسبة : تتم عن طريق الحواس والعقل فهي تمده بالمادة الأولية و هو بالتحليل والتركيب والاستنتاج يصل إلى القوانين أو الحقائق .
حل الإشكالية
رغم الاختلاف الظاهر بين المذهبين إلا أنهما في الحقيقة متكاملان وتكاملهما
ظهر في المذهب النقدي . إذن المعرفة عقلية وحسية في آن واحد .
لو كنت أمام موقفين متعارضين يرى أولهما أن المعرفة عقلية ولا دور للحواس فيها . في حين يذهب الآخر بأنها تجريبية مصدرها الحواس .وطلب منك تهذيب هذا التناقض فما عساك أن تفعل ؟
الطريقة جدلية
طرح المشكلة
لقد إختلف الفلاسفة في تصور طبيعة المعرفة و أصلها ، فظهرت عدة نظريات تدل على تصورات مختلفة بإختلاف المشارب المذهبية والمنطلقات الفلسفية للفلاسفة فالعقلانيون اعتقدوا أن أصلها العقل وعكسهم التجربيون قللوا من فعاليته و مجدوا الحواس لأنها في نظرهم المسؤولة عن المعرفة . فهل أصل المعرفة العقل أم الحواس ؟وهل هي فطرية أم مكتسبة بالتجربة؟
محاولة حل المشكلة
الأطروحةالأولى :
يرى المذهب العقلاني ويمثله العديد من الفلاسفة أشهرهم أفلاطون ديكارت...أن المعرفة أصلها العقل ولا يمكن أن تكون الحواس لأنها تخدع وتزيف الحقائق و لا تنقلها كما هي . فقد ميز أفلاطون بين عالمين الحقيقي والمزيف الأول نرتقي إليه بالتأمل العقلي وفيه توجد كل الحقائق التي تعلمتها النفس حين كانت في عالم المثل فالمعرفة تذكر والجهل نسيان ، أما الثاني أي المزيف فهو العالم الذي تنقله الحواس وهو مجرد ظلال للعالم الحقيقي. أما ديكارت فاعتبر المعرفة فطرية وللوصولاليها اقترح منهجا مستلهما منالمنهج الرياضي في كتابه الشهير(مقال في المنهج)، وهو عبارة عن أربعة قواعد رئيسية وهي: (الشك،تقسيم المشكلة إلى أجزاء، ترتيب الأفكار أو إعادة بناء المشكلة، مراجعة عامة للنتائج أو الإحصاء).
النقد :ولكن كيفيمكن للعقل وحده أن يبني معرفة يقينية دون الاعتماد على الحواس؟ولماذا يجهل الأعمى الألوان والأصم الأصوات ....؟ أليس هذا دليلا على دور الحواس في المعرفة ؟
نقيض الأطروحة :
ترىالنظرية الحسيـــةأنمعارفنا الإدراكية تنبع كلها من الإحساس و به تتحدد علاقتنا بالعالم الخارجي . قد ذهب الرواقيون و على رأسهم زينون إلى القول أن العقل لا يمكن له أن يؤسس معرفة إن لم يستمدها من الحس
كل ما هو موجود في العقل مر بالحواس . لأنه (أي العقل ) مجرد تلميذ يردد ما يقوله المعلم ( أي الحواس ) .
ودليلهم في ذلكأنه من فقد حاسة ما، فقد المعاني المتعلقة بها ، فالبرتقالة مثلا ، يصل إلينا لونها عن طريق البصر ، و رائحتها عن طريق الشم ، وطعمها عن طريق الذوق ، وملمسها عن طريق اللمس ، فلو تناول هذه البرتقالة كفيفا يدرك كل صفاتها إلا لونها ، فالكفيف لا يدرك الألوان ، و الأصم لا يدرك الأصوات ، فلولا الحواس لما كان للأشياء الخارجية وجودا في العقل إذن فكرتنا عن العالم الخارجي ليست سوى مجموعة من الإحساسات تحولت بحكم التجربة إلى تصورات ،فالمعرفة تكتسب بالتدريج عن طريق الاحتكاك بالعالم الخارجي و ما تحدثه الأشياء من آثار حسية و بالتالي لا وجود لأفكار فطرية أو مبادئ قبلية سابقة عن التجربة يقول جون لوكلنفرض أن النفس صفحة بيضاء فكيف تحصل على الأفكار ؟ إني أجيب من التجربة ، و منها تستمد كل مواد التفكيرو التجربة أكدت لنا أن مجموع الإحساسات التي أتلقاها عن الشيء تمثل فيمجموعها صورة الشيء (ماهيته) فلون الصبورة وشكلها وصلابتها في مجموعها تمثلماهية الصبورة و بالتالي إحساسي بالصبورة هو إدراكي لها.
لقد أكد علم النفس الطفل أن هذا الأخير يكون أفكاره ومفاهيمه العقلية انطلاقا من الحواس ، لهذا نعتمد على الصور و الرسومات والألوان لتعليمه .
إن أفكارنا و تصوراتنا وما نحمله من معاني و مفاهيم ما هي إلا انعكاس لمارأيناه و شاهدناه في الواقع لان العمليات العقلية تتخذ منالواقع الحسي سبيلا لها .فالحواس هي النافذة التي يطل بها العقل على الطبيعة يقول دافيد هيوم "إن الألوان و الأصوات و الحرارة والبرودة كما تبدوا لحواسنا لا تختلف في طبيعة وجودها كما تكون عليه حركةالأجسام و صلابتها."
النقد :لا يمكننا أن نثق في الحواس لأنها كثيرا ما تخدعنا .فنحن نرىالنجوم صغيرة والحقائق العلمية تؤكد أنها اكبر بملايين المرات مما نراها كما أن حواسالإنسان قاصرة ومحدودة. لو كانت المعرفة تقتصر على الحواس .لاشترك فيها الإنسان معغيره من الحيوان.
التركيب : إن التناقض بين الموقفين أدى إلى ظهور موقف ثالث يقف موقف وسط بينهما إنه مذهب كانط النقدي ، الذي يقسم المعرفة إلى نوعين : * فطرية كالرياضيات و الحقائق اللاهوتية
*مكتسبة : تتم عن طريق الحواس والعقل فهي تمده بالمادة الأولية و هو بالتحليل والتركيب والاستنتاج يصل إلى القوانين أو الحقائق .
حل الإشكالية
رغم الاختلاف الظاهر بين المذهبين إلا أنهما في الحقيقة متكاملان وتكاملهما
ظهر في المذهب النقدي . إذن المعرفة عقلية وحسية في آن واحد .
تعليقات
إرسال تعليق