هل حقا العولمة ظاهرة سلبية يجب محاربتها?ام انها ايجابية لمن يستطيع التعامل والتكيف معها?

العولمة /سلبيات وإجابيات/
طرح المشكلة:ما فتئت البشرية في اوخر القرن العشرين تشهد تغيرات وتحولات عديدة وعلى جميع الاصعدة ولعل كل هذه التغيرات والمستجدات وربما لا نبالغ في قولنا انها احدثت انقلابا في موازين القوى العالمية ولعل مصدرها كان ما يسمى بالعولمة او الكوكبة والتي تعني بالمفهوم العام توحيد العالم اي كوكبته فالعولمة اذن مفهوم حديث برز الى الوجود -وهي لم تظهر فجاة-بل بسبب تطور تدريجي مستمر وهي نتاج للتقدم الهائل في وسائل الاتصالات والمواصلات والتقنيات,ومع تسارع التطورات والتغيرات على المستوى العالمي تحولت العولمة الى ظاهرة فكرية فرضت نفسها على الفلاسفة والمفكريين والسياسيين والاعلاميين........ وبذلك انقسم هؤلاء الى مؤيديين ومعارضين بين من يرى ان العولمة ظاخهرة سلبية ومن يرى بانها حتمية ولا مفر منهاو ومن هنا نطرح الاشكال هل يمكننا ان نقبل بالعولمة او نرفضها?هل حقا العولمة ظاهرة سلبية يجب محاربتها?ام انها ايجابية لمن يستطيع التعامل والتكيف معها?

كمحاولة حل المشكلة
الاطروحة:هناك الكثير من المفكريين من يعتقد ان العولمة اعصار مدمر للقيم وانها ظاهرة سلبية يجب محاربتها فهي في نظرهم اكبر اكذوبة واخطر قناع ترتديه الامبريالية الراسمالية العالمية وبذلك فهي تريد من ورائها الو.م.ا السيطرة على الاقتصاد العالمي والاذواق والفكر والسلوك فهي تمثل خطرا على وجودنا الحضاري وتمايزنا الثقافي لانها تعمل على بث ثقافات استهلاكية عن طريق قنوات تلفزيونية لتشيع انماط الستهلاك الغربية وبالتالي سيطرة الثقافات الغربية او بالاحرى المريكية ولهذا هناك من يطلق على العولمة بالامركة على سائر الثقافات وبالتالي ذوبان ثقافاتنا وحضراتنا وبالتالي تكوين ثقافة واحدة موحدة
فمن الناحية الاقتصادية فتاخذ الدول الصناعية الكبرى دور البائع والدول المتخلفة الصغرى دور المشتري وهذا ما يجعلها دائما مستهلكة تابعة لها وعليه تعد العولمة الاقتصاديبة ابرز اشكال الهيمنة العالمية
اما من الناحية السياسية فان الدول الكبرى تؤيد ابشع انواع الحكم التسلطي رغم تظاهرها بنشر الديمقراطية ورعايتها لها ولحقوق الانسان فهي تسلط اشد العقوبات على الدول التي تتمسك بسيادتها الوطنية كما انها قد تحاصرها او تعزلها تماما عن العالم وهذا ما يمثله النظام الدولي الجديد الذي يتعدى اعتداءا صارخا على سيادة الدول الحرة عن طريق التحرش او التدخل في سيادتها ومشاكلها الداخلية
اما من الناحية المعلوماتية فان الغرب يستخدم العولمة بفرض الهيمنة وبسط النفوذ ونشر ثقافة العنف ومختلف المظاهر الثقافية و نشر الثقافات الجنسية بالمفهوم السبلبي والمخالط فيه مستغلا في ذلك وسائل الاعلام والاتصال لبث السموم وقتل الاخلاق و العادات الاجتماعية وفرض نمط الثقافة الغربية الامريكية
نقد:لكن العولمة قد تحمل بعض المزايا ولا يمكن وصف دورها بالسلبي فقط وان سايرنا ما تبناه انصار النظرة التشاؤمية نجد انفسنا معزولين عن العالم محاصرين منطويين على انفسنا وهذا ما يجعلنا نقول انه ليس من الحكمة الابتعاد تماما عن واقع العولمة وانما يجب الستفادة من مختلف مظاهرها الايجابية
نقيض الاطروحة:ان ظاهرة العولمة ادت الى صياغة عالم جديد مليء بالتكنولوجيا وتعميم استعمال التقنية وهذا ما يجعل المؤيدين من يذهب الى حد التاكيد على ان العولمة تؤدي الى تقليص الهوة بين الاغنياء الفقراء ونشر حوار الاديان وتقارب الثقافات وتالف الحضرات مع بعضها البعض
كما ان العولمة تؤدي الى نقل التكنولو جيا الى دول العالم الثالث والاعتماد الواسع على الكفاءة الاقتصاددية وارتفاع حجم التبادل التجاري وزيادة حجم التجارة الدولية مما يؤدي الى تحريك راس المال واتساع دور ونشاط الشركات المحلية والدولية
والعولمة من الناحية السياسية فان العولمة انشات مصطلحات جديدة تتجلى في الديمقراطية -حقوق الانسان-انهاء الانظمة السلطوية-تبني التعددية السيلسية
اما من الناحية المعلوماتية تتجلى في تقليص ابعاد الزمان والمكان باستخدام الكمبيوتر والانترنيت وهذا ما يؤكد الدور الكبير لوسائل التصال في نشر العولمة بجميع مظاهلاها وبالتالي يصبح العالم مجرد قرية صغيرة وهذا ما يجعل العولمة السبيل الامثل للنهضة على اسس متينة
نقد:لكن بالرغم من هذا لا يمكن الجزم باهمية العولمة والدور الايجابي الذي تعمله فقد وسعت في دائرة الفروق بين الاغنياء والفقراء ونشرت الاخلافات بين الدول وزرعت عدة فتن كثير من المجتمعات دفع ثمنها.
التركيب:تعتبر العولمة سيف ذو حدين فقد تكون سلبية ان لم تعرف الشعوب كيفية التعامل معها والاستفادة منها ودخلت فيها بعيونمغلقبة اما الشعوب التي تدرك كيفية الاستفادة منها دون الذوبان فيها فهي بهذا تمثل لها الجانب الايجابي
الخاتمة:اذن ليست المشكلة في العولمة بل في كيفية التعامل معها وبها والمشكلةالثانية هتكمن في طبيعة الشخص الذي يريد التطبيع معها فان كان يريد الاستفادة منها حقيقة ومن لبها استطاع ان يحاكي العولمة بايجابية وان لم يعرف كيقية الاستفادة منها واخذ القشور كانت في نظره ظاهرة سلبية وستبقى كذ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقالة جدلية : "هل المنطق الصوري يعصم الفكر من الوقوع في الخطأ

مقالة فلسفية : هل الحقيقة مطلقة أم نسبية ؟

هل الفلسفة الاسلامية اصيلة ام دخيلة؟ (الطريقة الجدلية)