مقالة فلسفية هل يمكن ان تقوم السياسة على الاخلاق

هل يمكن أن تقوم السياسة على الاخلاق ؟؟
ان الانسان كائن اجتماعي يعيش في شكل تجمعات عرفت عبر التاريخ بالعشيرة والقبيلة الى ما يسمى اليوم بالدولة التي هي ظاهرة اجتماعية مبنية على  اساس السياسة باعتبارها اداة التنظيم حياة الافراد ورمز لتحقيق المنفعة العامة وتتضمن ( الشعب- الارض – السلطة – السيادة) وبما ان هناك تعارض بين مصالح الافراد وضع الانسان القيم والقوانين لكن اختلف المفكرين والفلاسفة حول علاقة السياسة بالأخلاق هناك من يرى انه ينبغي قيام الدولة على القوة هناك من يرى بانه ينبغي اقامتها على الاخلاق ومن هنا نطرح التساؤل التالي: هل يمكن ان تقوم السياسة على الاخلاق؟
v   الرأي الاول :
يرى انصار الموقف الاول بزعامة نيتشا انه لا وجود للأخلاق في السياسة لذلك يجب  ان ابعاد الاعتبارات الاخلاقية تماما من العمل السياسي وهو ما ذهب اليه الفيلسوف مكيافيلي في كتابه الامير حيث يرى ان نبدأ العمل السياسي هو (( الغاية تبرر الوسيلة )) فنجاح العمل السياسي هو ما يحققه من نتائج ناجحة كاستقرار الدولة وحفظ النظام بغض النظر عن الوسائل المتبعة في ذلك حتى وان كانت لا اخلاقية فيزعم ان الاخلاق تضر السياسة  وتعرقل نجاحها  وان الدولة التي تبني سياستها على الاخلاق تنهار بسرعة ونجد كذلك الفيلسوف نيتشا  الذي يرى أن السياسة مع الاخلاق في شيء  و الحاكم المقيد بالأخلاق ليس سياسي بارع فيجب عليه الالتجاء الى المكر والخداع  وهذا من المنطق بما ان المحكوم إنسان والانسان شرير بطبعه  يميل الى السيطرة والاستغلال ولو ترك على حاله لنشر الظلم والفساد وجميع الوسائل تردع الشر حفاظا على استقرار الدولة وبقائها.
v   نقد الرأي الاول
بالرغم ممّا أتى به هؤلاء الا انهم تعرضوا للعديد من الانتقادات حيث قالوا ان الانسان شرير بطبعه مجرد ليس له اساس من الصحة  فالإنسان مثل ما لديه الاستعداد للشر يحمل ايضا استعداد للخير و فوظيفة الدولة هي تنمية جوانب الخير فيها لجوؤها الى القوة دليل على عجزها والا لا فرق بين الدولة والمجتمع .
v   الرأي الثاني
يرى اصحاب الموقف الثاني بأن هناك تطابق بين السياسة والاخلاق فالجو المفعم بالعنف ومناظر القمع والدم التي تروعنا يوميا بسبب ابتعاد السياسة عن الاخلاق هذه المعضلة التي ادت الى دائرة الجدل الساخن بين من يغفر والقاتل لا يعارض اللجوء الى كل الاساليب المتاحة تنظرة ه فضية يجدها مشروعة وعادلة وبين قائل بأن طريق القتل والعنف والنكبات مهما تكن الغاية التي تقف ورائها أخلاق نبيلة وسامية مشددة على اهمية الاسلوب  المدني الديمقراطي والاخلاقي بوصفه وجه النضال  الوحيد المجدي وأهمية العمل على تكريس الاخلاق في العمل السياسي لا يمكن ان يحرم من القيم الروحية .
v   نقد الرأي الثاني
بالرغم مما أتى به هؤلاء الا انهم تعرضوا الى العديد من الانتقادات حين بالغوا في تفسيرهم لتطابق الاخلاق مع السياسة إذن ان تغييب حريات البشر واستباحة حقوقهم هي مقدمة لابد منها لقتل زينتهم الاخلاقية الانسانية
v   التركيب
الاخلاق والسياسة ماهيتان مختلفتان بطبعهما ومن المحال احتواء احدهما للأخر لكن يمكن دمجهما في تفاعل متبادل ترعاه اجواء الحرية والاعتدال
v   الخاتمة

لايوجد دليل على ان الشعوب في عهد الحكام الاشرار كانت احسن حالا منها في الحكام سياسة الاشرار بل ان التاريخ يثبت على الدوام أن الشعوب في عهد الساسة  الاخيار كانت أسعد منها في عهد الاحكام الاشرار 

تعليقات

  1. المقال هذا لاأظن أنه يعطى عليه نقطة جيدة

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح هذا المقال لكن يخلو من لاقوال والفلاسفة .....

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقالة جدلية : "هل المنطق الصوري يعصم الفكر من الوقوع في الخطأ

مقالة فلسفية : هل الحقيقة مطلقة أم نسبية ؟

هل الفلسفة الاسلامية اصيلة ام دخيلة؟ (الطريقة الجدلية)