مقالة متوقعة باك 2017 هل العنف سلوك ايجابي أو سلوك سلبي
السؤال : هل العنف امر مشروع من اجل الاوضاع هو امر مرفوض ولا يمكن تبرير استعماله بالتالي هل العنف سلوك ايجابي أو سلوك سلبي.
ايجابيات وسلبيات العنف:
الموقف الاول : يرى انصاره وخاصة الفيلسوف الالماني " كارل ماركس" بأن العنف أمر مشروع فالأنسان يمكنه اللجوء اليه من اجل تغيير اوضاع مجتمعه الفاسدة لان العنف أصل العالم وهو محركه و هذا ما اكده"هيل غلطيس" حيث يذهب الى انه لكي تكون الاشياء لا بد من نفي الشيء أو تحطيمه في قوله : ان الفناء هو ابو سائر الاشياء وملك كل شيء )) لهذا لجأ الانسان الى العنف منذ القديم للدفاع عن نفسه او امنه او طلبا للمجد و بالتالي فهو قصد عدواني من اجل نفي الاخر الذي نحقد عليه او نكرهه في قول "غيسروف" أن ازدواجية الانا والاخر تتألف من شكل صراع والحكمة من هذا التأليف هو امكانية الاعتراف المتبادل *يؤكد "فرويد" بأن العنف هو ميل عدواني طبيعي لأنه هو اصل سلوكات الانسان وبالتالي فان مصدر العنف هو صراع بين نزعتين أساسيتين نزعة الحياة ونزعة الموت في قوله (( الانسان كائن يتحتم عليه ان يضع في حساب معطياته ، نصيبا كبيرا من العدوانية كإحدى تجليات الممارسة العنيفة)) وقد يكون العنف وسيلة لاسترجاع الحقوق المغتصبة وبالتالي (( يولد مجتمعا جديدا )) كما قال انجل لأنه وسيلة للقضاء على التفاوت الطبقي (الاجتماعي) وبالتالي القضاء على الظلم وهذا ما اكده *ماركس* في دعوته الى التغيير عن طريق الثورة لكسر الاستغلال والطبقية فهذا العنف ايجابي وبنّاء لأنه يهدف الى تغيير الوضع الاجتماعي وتصحيح الواقع السيء من اجل تحقيق المساواة واقامة العدل في المجتمع.
المناقشة: لقد بالغ انصار هذا الموقف في دفاعهم عن العنف ومحاولة تبريره لان الانسان في الواقع يتميز عن سائر المخلوقات ، وان الشريعة التي تحكمه هي شريعة القانون، وليس شريعة الغاب .
فهو مسؤول عن افعاله وتصرفاته فقد كرمه الله عز وجل بنعمة العقل ،كما انه يجب رفض منطق العنف مهما كانت اشكاله و انواعه (مادي او معنوي) لأنه يؤدي الى انتشار الآفات الاجتماعية والاجرام وبالتالي فان العنف المبرر لا يمكن ان يكون في الواقع الا حجة لكل المجرمين .
الموقف الثاني : يرى انصاره خاصة المفكر الهندي الراحل *غاندي* بأن العنف سلوك سلبي و مرفوض لأنه غير مشروع ولا يجب تبريره لأنه يحط من قيمة الانسان كإنسان حامل للقيم و كرمه الله دون غيره من الكائنات الاخرى ، فقد اكد الطبيب النفساني الامريكي * فروم* أن الحيوانات ليست عدوانية لا بقد الحصول طعامها وللحفاظ على وجودها (حياتها) .
- ان العنف ليس قدرا محتوما لأنه نتيجة لعوامل مختلفة قد تكون نفسية وقد تكون اجتماعية أو اقتصادية .....الخ ، ويمكن القضاء على هذه الظاهرة السلبية وهذا بمحاربة اسبابه .
كما يؤكد انصار هذا الطرح بأن الاعنف هو الطريقة الانجح للحفاظ على الاستقرار والامن لأنه يعبر عن النظرة السامية للإنسان الذي أن يعامل كغاية وليس كوسيلة حيث أكد "كانط" في قاعدته الثانية (( اعمل دائما بحيث تعامل الانسانية في شخصك وفي اشخاص الاخرين كغاية لا كمجرد وسيلة)) وقد جعلوا منه بديلا للعنف كسلوك وكأخلاق ومن فروع اللاعنف الحوار والمناقشة والتسامح في مختلف الميادين داخل المجتمع من اجل دفعه التي التطور والرقي . وهذا ما قامت به الدولة الجزائرية "المصالحة الوطنية " وبالتالي فاللاعنف اسلوب فعال لمحاربة الشر دون تغذيته ويقول "غاندي" (( اللاعنف هو قانون الجنس البشري كما ان العنف هو قانون البهيمة .أرى في اللاعنف العكس من ذلك ، شكلا من اشكال النضال الاكثر حيوية وأصالة بالقياس الى مجرد قانون القصاص بالمثل الذي يترتب عنه مضاعفة الاذى مرتين ))
المناقشة : لكن انصار هذا الموقف قد بالغوا بدورهم برفضهم للعنف وايمانهم باللاعنف الذي هو في بعض الاحيان تنازل عن حقوق الافراد وممتلكاتهم كما ان اللاعنف قد يكون ذريعة لأصحاب النفوس الماكرة والمتسلطة لأنه لا يوجد عقاب ولذلك فالعنف هنا مبرر.
الموقف الثالث : (الموقف المركب)
ان العنف لا يكون دائما مبررا مشروع فقد يكون احيانا مرفوض ويتطلب وسائل اخرى كاللاعنف لأنه يجب محاربة العنف السلبي بنقيضه الايجابي ، اي لا يرد بالعنف بل بالحكمة والتسامح كأسلوب حضاري
Merci
ردحذفمممممممممم
ردحذفشكرااا😍
ردحذفشكرا💙💙
ردحذفMerci
ردحذف