اهمام الدولة العثمانية بالجيش


(القوات المسلحة العثمانية (بالعثمانية:اردوى همايون هي القوات المسلحة التابعة للدولة العثمانية تتألف من 3 قطاعات أساسية هي القوة البرية (مشاة وفرسان ومدفعية وجندرمة) وسلاح البحرية وسلاح الجو ويتولى ناظر الحربية قيادة الجيش فيما يتولى قيادة سلاح البحرية قائد الأسطول العثماني أما سلاح الجو فضمن صلاحيات هيئة الطيران يُعتبر السلطان أورخان الأول مؤسس الجيش العثماني الحقيقي، فقد أدرك من خلال معاركه حاجته إلى جيش من المشاة يستطيع فتح القلاع واقتحام الأسوار المنيعة، ولا يعرف أفراده حرفة سوى القتال، فأنشأ أول الأمر جيشًا نظاميًا مؤلفًا من فرق متعددة، كل فرقة منقسمة إلى وحدات تتألف من عشرة أنفار، ومئة نفر، وألف نفر. ثم اختار ألفًا من أسرى الحروب، وأغلبهم من صغار السن، بين السابعة والعاشرة، وضمّ إليهم الأولاد المسيحيين المشردين والأيتام الذين توفي آباؤهم أو أمهاتهم خلال الغزوات والمعارك، ثم صهر الجميع في بوتقة واحدة، وأنشأهم على الدين الإسلامي وعلى التعلق بشخصه والإخلاص له وللدين والوطن أسباب اهتمام العثمانيّين بالجيش موقع الدولة العثمانية الاستراتيجي: والذي يربط بين أوروبا وآسيا، وما يتطلّبه ذلك من قوةٍ بحرية قادرة على تأمين حدود هذه الدولة. السعي للسيطرة على مناطق مهمة: مثل: القسطنطينية التي ظلّت لفترة مستعصية على المسلمين، حتى تمكّن محمد الفاتح من فك الحصار عنها، وفتحها بعد تجهيز أسطول بحري قوي. الصراع المحتدم: والتنافس الكبير بين الدولة العثمانية ودول أخرى؛ مثل: البندقية، والجنوبيون، والذي تطلّب من الدولة العثمانية أن تظل على أهبة الاستعداد من خلال أسطولها البحري المتفوّق على بقية الأساطيل، والذي تمكن من السيطرة على جزر في البحر المتوسط والبحر الأسود، كما سيطر على دول مهمة؛ مثل: بلغاريا، وصربيا، ونمكن أيضاً من الوصول إلى إيطاليا، كما تمكن لاحقاً في الإسهام بشكلٍ فاعل في إسقاط الدولة المملوكيّة في مصر. بداية إنشاء الأسطول العثماني أدركت الدولة العثمانية أهميّة الأسطول البحري منذ عهد الخليفة الأول للدولة العثمانيّة ومؤسسها الحقيقي عثمان الغازي، وكان ذلك في سنة 1324م، حيث كان تأسيس أوّل ميناء تنطلق منه السفن الحربية، وهو ميناء قرة مرسل، وكانت أول مهمة عسكريّة لهذا الأسطول الصغير حينئذ سنة 1334م، حيث استطاع السيطرة على عدد من المناطق الحيوية والمهمة؛ مثل: كوكالي سنة 1337م، ثم رومالي سنة 1354م. تطور الأسطول العثماني انتقل الأسطول البحري العثماني إلى مرحلة أكثر تطوراً في عهد أورخان بن عثمان الأول، حيث أنشا أسطولاً من عشرات السفن المجهزة، والتي شكّلت مصدر قلق للدول المحيطة بالدولة الوليدة، وكان مقر هذا الأسطول البحري في مدينة إزميت، ثم انتقل إلى ميناء جيلوبولو، وأخيراً أصبح المركز الرئيسي له في إسطنبول. دور الأسطول العثماني في فتح القسطنطينيّة في عهد محمد الفاتح تطوّر الأسطول العثماني بشكلٍ كبير، وفي معركة حصار القسطنطينية سنة 1453م شاركت حوالي أربعمئة سفينة في هذه المعركة التي انتهت بانتصار العثمانيين، ثم طوّر محمّد الفاتح بعدها الأسطول العثماني، وأنشأ دار السفن الحربية في سنة 1554م. أفول قوة الأسطول العثماني مر الأسطول العثماني بمراحل مختلفة، حيث أُنشئ مجلس البحرية في سنة 1840م في عهد عبد المجيد الأول، وفي عام 1867م أنشئت أول وزارة للبحرية، وكانت نهاية الأسطول العثماني في الحرب العالمية الأولى حينما استولى الحلفاء عليه. توسعت تشكيلة الجيش العثماني بعد دعمها بفرقة السباهية وارتقاء رجالهـا الـى اعلـى المناصب العسكرية والسياسية ومنهم طبقة خاصة تحيط السلطان الذي يشعر من جانبـه بـالقوة ، ومكنت القوات الانكشارية السلطان محمـد الاول (١٤٠٢/١٤٢١ (مـن (٦ (والامان في وجودهم التفوق على الجماعات التي ساندت اخوته (سليمان وعيسى) المطالبين بالعرش، على الرغم مـن حصولهم على دعم قوات عثمانية اخرى إلا ان الانكشارية كانت لهم الريادة الاولـى فـي حـسم . القرار هيمن الانكشارية على مقدرات الدولة العثمانية حيث تركزت جهودهم لاسـتعادة الاقـاليم التي انسلخت من الدولة في اسيا الصغرى ونتيجة لتسلطهم على حكومة السلطان محمد الاول فإنه لم يعجب عدداً من الناس حيث حدثت ثورة شعبية تزعمها (بـدر الـدين) وهـو مـن العلمـاء المشهورين وانتشرت دعوته وتبعه عدد كبير من الناس، وقد استطاع الجـيش الانكـشاري مـن . (٨ (الحاق الهزيمة بالثوار في (قره بورنو) ومطاردة زعيم الثورة وقتله عام ١٤١٧ حدث اول تمرد عسكري للانكشارية عندما تنازل السلطان مراد الثـاني (١٤٢١-١٤٥١ ( عن العرش لابنه السلطان محمد الثاني (الفاتح) (١٤٥١-١٤٨١ (حيث اسـتهانوا بـاوامره ولـم يعجبهم هذا الامر واستطاعوا السيطرة على ادرنة ونهبوها مما ادى الى رجـوع الـسلطان وعلى الرغم من صدور الاوامر السلطانية بإخراج العسكريين من الحـرف وقطـع كـل علاقة بين الانكشاري والعامل، إلا ان ذلك اصبح حبراً على ورق، لأن العساكر ازدادوا تماسـكاً وتحدياً للسلطة الحاكمة المتمثلة بالباشا، وتوعدوا كل من يتعاون مع الباشا ولو كان منهم وحـدث الاندماج الواسع بين السكان المحليين والانكشارية عن طريق الزواج او عـن طريـق انتـساب الانكشارية الى اصحاب الحرف او بالعكس ليستفيد كل فريق من الآخر واصبحوا يعرفـون فـي بعض الولايات بأسم (يرلية) وقيل ان اكثرية سكان بغداد قد اصبحوا انكشارية من اجل الحصول . (٧٣ (على الامتيازات الممنوحة للانكشارية الاوائل أهمية الإنكشارية عرف الإنكشاريون بكفايتهم القتالية ووفرتهم العددية، وضراوتهم في الحرب والقتال، وكانوا أداة رهيبة في يد الدولة العثمانية في حروبها التي خاضتها الدولة في أوروبا وآسيا وإفريقيا، وكان لنشأتهم العسكرية الخالصة وتربيتهم الجهادية على حب الشهادة واسترخاص الحياة أثر في اندفاعهم الشجاع في الحروب واستماتتهم في النزال، وتقدمهم الصفوف في طليعة الجيش، وكانوا يأخذون مكانهم في القلب، ويقف السلطان بأركان جيشه خلفهم. وقد استطاعت الدولة العثمانية بفضل هذه الفرقة الشجاعة أن تمد رقعتها، وتوسع حدودها بسرعة، ففتحت بلادًا في أوروبا كانت حتى ذلك الوقت خارج حوزة الإسلام. وقد أشاد المؤرخون الغربيون بهذه الفرقة باعتبارها من أهم القوات الرئيسية التي اعتمدت عليها الدولة في فتوحاتها، فيقول “بروكلمان” المستشرق الألماني: “إن الإنكشارية كانوا قوام الجيش العثماني وعماده”. ويضيف المؤرخ الإنجليزي “جرانت” بأن المشاة الإنكشارية كانوا أكثر أهمية من سلاح الفرسان، وكان مصير أو مستقبل الدولة العثمانية يعتمد إلى حد كبير على الإنكشارية. طغيان الإنكشارية غير أن هذه الأهمية الكبيرة لفرقة الإنكشارية تحولت إلى مركز قوة نغص حياة الدولة العثمانية، وعرضها لكثير من الفتن والقلاقل، وبدلاً من أن ينصرف زعماء الإنكشارية إلى حياة الجندية التي طُبعوا عليها –راحوا يتدخلون في شؤون الدولة، ويزجون بأنفسهم في السياسة العليا للدولة وفيما لا يعنيهم من أمور الحكم والسلطان؛ فكانوا يطالبون بخلع السلطان القائم بحكمه ويولون غيره، ويأخذون العطايا عند تولي كل سلطان جديد، وصار هذا حقًا مكتسبًا لا يمكن لأي سلطان مهما أوتي من قوة أن يتجاهله، وإلا تعرض للمهانة على أيديهم. وقد بدأت ظاهرة تدخل الإنكشارية في سياسة الدولة منذ عهد مبكر في تاريخ الدولة، غير أن هذا التدخل لم يكن له تأثير في عهد سلاطين الدولة العظام؛ لأن هيبتهم وقوتهم كانت تكبح جماح هؤلاء الإنكشاريين، حتى إذا بدأت الدولة في الضعف والانكماش بدأ نفوذ الإنكشاريين في الظهور، فكانوا يعزلون السلاطين ويقتلون بعضهم، مثلما فعلوا بالسلطان عثمان الثاني حيث عزلوه عن منصبه، وأقدموا على قتله سنة (1032هـ=1622م) دون وازع من دين أو ضمير، وفعلوا مثل ذلك مع السلطان إبراهيم الأول، فقاموا بخنقه سنة (1058هـ=1648م)، محتجين بأنه يعاديهم ويتناولهم بالنقد والتجريح، وامتدت شرورهم إلى الصدور العظام بالقتل أو العزل. ولم يكن سلاطين الدولة في فترة ضعفها يملكون دفع هذه الشرور أو الوقوف في وجهها، فقام الإنكشاريون بقتل حسن باشا الصدر الأعظم على عهد السلطان مراد الرابع سنة (1042هـ=1632م)، وبلغ من استهتارهم واستهانتهم بالسلطان سليم الثاني أن طالبوه بقتل شيخ الإسلام والصدر الأعظم وقائد السلاح البحري، فلم يجرؤ على مخالفتهم، فسمح لهم بقتل اثنين منهم، واستثنى شيخ الإسلام من القتل؛ خوفًا من إثارة الرأي العام عليه. الجيش الإنكشاري : هو الجيش الذي أنشأه السلطان أو رخان باختيار أفراد ه من أبناء البلاد الأوروبية المفتوحة وتلقينهم مبادئ الدين الإسلامي ووضعهم في ثكنات عسكرية خاصة وتدريبهم على فنون الحرب والقتال . ولقد أبلى ذلك الجيش بلاء حسنا في كافة المعارك التي خاضها العثمانيون إبان قوتهم فكانوا يندفعون كالأسود في ساحات القتال وكان لهم الفضل في ترجيح كفة النصر في المعركة الحاسمة يوم فتح القسطنطينية وغيرها من المعارك الشهيرة . ثم مع مرور الزمن بدأ الوهن يتسرب إلى صفوفهم عندما عاشوا بين المدنيين وكثرت تعدياتهم بصفتهم العسكر المختص بهم السلطان. فما اختلط الجند بأهل المدن إلا وقد فسدت طبيعتهم وتغيرت أخلاقهم وتبدلت مهمتهم وأصبح البلاء في وجه الحكم منهم والعداء للسكان من أعمالهم وصاروا يتدخلون في شؤون الدولة وتعلقت أفئدتهم بشهوة السلطة وانغمسوا في الملذات والمحرمات وشق عليهم أن ينفروا في أوقات البرد الشديد ونظروا إلى العطايا السلطانية ومالوا إلى النهب والسلب حين غزو البلاد . فأثاروا الاضطرابات يريدون الحروب ولو كان جحيمها يصب فوق رؤوسهم ليواصلوا نهب البلاد المفتوحة، وأصبحوا ينقضون العهود ويخرقون الهدنة للذين تمت معهم عن طريق السلطان.. وبذلك نسوا الغاية التي وجدوا من أجلها . لقد كانت فاتحة أعمال السلطان مراد الثالث عام 982هـ . هي إصدار أمر بمنع شرب الخمور فهاجوا وماجوا حتى اضطروه لإباحته ضمن شروط لخوفه من نقمتهم . وهكذا فإن الجيوش لا تهزم إلا حينما تترك عقيدتها ولا تلتزم بمبادئها . إن وثوب الانكشارية إلى مركز القيادة في الدولة العثمانية جعلها في حالة خطيرة من الفوضى فصاروا هم الأمرون والناهون والسلطان ألعوبة بأيديهم فظهر الفساد وضاعت البلاد . ثاروا في استانبول والقاهرة وبودا ،يطالبون بإشعال الحروب حينما اقتضت المصلحة ألا تكون هناك حروباً . وقد أشار سنان باشا عام 997 هـ . إلى إشعالها بمحاربة المجرمين تحت إلحاح شديد من قبلهم وكانت النتيجة انهزام والي بودا العثماني ومقتل حسن باشا والي الهرسك وسقوط عدة قلاع عثمانية بأيدي النمسا . وفي عام 1027 هـ . حاول السلطان عثمان إبادتهم بإعداد العدة لحشد جيوش جديدة في ولايات آسيا الصغرى وتدريبها وتنظيمها ولما حاول ذلك خلعوه وقتلوه وأعادوا مصطفى الأول الذي خلعوه عام 1032 هـ . أيضاً وهذه هي نهاية كثير من المصلحين حينما يتاح للجيوش الفاسدة أن تكتب أقدار الأمم . واستمر الانكشارية في عهد السلطان مراد الرابع سنوات عشر سائرين في طريق الضلال سادرين في غيهم وطغيانهم فهم الذين نصبوه فالأمر والنهى يجب أن يكون لهم ما دام رأس الدولة بأيديهم . وهم الذين قاموا بقتل السلطان إبراهيم الأول خنقاً حينما حاول التخلص منهم ، وهم الذين اربكوا الدولة إذ وضعوها في حالة من الفوضى بقتلهم السلاطين وتولية أولادهم الصغار السن من بعدهم كالسلطان محمد الرابع ، فقام الإفرنج باحتلال أجزاء من البلاد فاضطر الصدر الأعظم والعلماء إلى عزله . ثم ثار الانكشارية في عهد السلطان سليمان الثاني ودخلت جيوش الأعداء بعضاً من أراضي الدولة واحتلتها . وخلع الانكشارية السلاطين مصطفى الثاني ، أحمد الثالث ، مصطفى الرابع ، إلى أن قيض الله للسلطان محمود الثاني عام 1241 هـ . التخلص منهم فقد هيأ لذلك وسلط عليهم المدفعية فدمرتهم وانتهى أمرهم

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقالة جدلية : "هل المنطق الصوري يعصم الفكر من الوقوع في الخطأ

مقالة فلسفية : هل الحقيقة مطلقة أم نسبية ؟

هل الفلسفة الاسلامية اصيلة ام دخيلة؟ (الطريقة الجدلية)